كشفت وكالة ناسا عن اكتشاف مذهل يتعلق بكوكب أورانوس، حيث تم تحديد وجود قمر سري يدور في مداره، وقد رُصد هذا القمر من خلال تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وعُلم أن قطره يبلغ حوالي ستة أميال، وهو أصغر بحوالي 350 مرة من قمر الأرض، ويعتبر هذا الاكتشاف إضافة جديدة إلى قائمة الأقمار التي تدور حول أورانوس ليصل إجمالي عددها إلى 29 قمرًا، مما يعكس تنوع نظامه القمري، ويشير إلى أهمية هذا الاكتشاف في دراسة الكواكب.
قال ماثيو تيسكارينو من معهد SETI إن أورانوس يمتلك عددًا كبيرًا من الأقمار الداخلية الصغيرة مقارنة بالكواكب الأخرى، وتوضح العلاقات المعقدة بين هذه الأقمار والحلقات المحيطة بها أن أورانوس قد مر بتاريخ فوضوي، حيث يصعب تحديد الحدود بين سبيل الحلقات ونظام الأقمار، ويسهم هذا الاكتشاف في فهم طبيعة الكوكب وظروف نشأته، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف المزيد حول هذا الكوكب الغامض.
يُعتبر القمر الجديد أصغر بكثير وأكثر خفوتًا مقارنة بأصغر الأقمار المعروفة سابقًا، مما يزيد من فرصة اكتشاف المزيد من الأجسام الأخرى في مداره، وعلّقت الدكتورة مريم المعتمد التي تعمل في مجال علوم واستكشاف النظام الشمسي على هذا الحدث، فأفادت بأنه تم رصد هذا الجسم عبر سلسلة من الصور الطويلة التي تعرضت لضوء لمدة 40 دقيقة لكل واحدة منها.
هذا القمر قد لا يُعتبر كبيرًا، ولكنه يشكل اكتشافًا كبيرًا لأنه لم يُرصد من قبل حتى من خلال مركبة فوياجر 2 التابعة لناسا التي مرت بجانب أورانوس قبل نحو 40 عامًا، ويعتبر هذا القمر الرابع عشر الذي يُضاف إلى عائلة الأقمار الأكبر لأورانوس مثل ميراندا وأرييل، مما يؤكد على تفرد هذا النظام القمري.
يستقر هذا القمر الجديد على بُعد حوالي 35,000 ميل من مركز أورانوس، حيث يدور في المستوى الاستوائي للكوكب بين مداري أوفيليا وبيانكا، وهذا الموقع الجغرافي يُشير إلى نظام ديناميكي معقد يتطلب دراسة مستمرة للكشف عن المزيد من أسرار الكوكب، لذلك فإن هذا الاكتشاف يشكل بداية جديدة لفهم شامل حول طبيعة أورانوس وأقماره.