اخبار التقنية

ظاهرة ظهور فراغات مظلمة نادرة فوق جزيرة نائية بجوار القارة القطبية الجنوبية

في مشهد جوي فريد شاهدة وراصدة أقمار ناسا الصناعية ظهرت 10 فراغات مظلمة ملتوية فوق المحيط الهندي الجنوبي على ارتفاع يزيد عن 3 كيلومترات وتبعد نحو 1,500 كيلومتر عن القارة القطبية الجنوبية وهذه الظاهرة الجوية غير العادية نتجت عن اضطرابات في طبقات الغلاف الجوي حيث بدت السحب وكأنها مثقوبة بثقوب سوداء محددة المعالم بعرض يصل إلى 13 كيلومتراً، كان لهذا المشهد تأثير بصري ساحر لا يمكن تجاهله

ترتبط هذه الظاهرة بجبل ماوسون بيك وهو بركان يبلغ ارتفاعه 2.7 كيلومتر ويقع في قمة جزيرة هيرد النائية حيث أدت تدفقات الرياح العاتية حول القمة إلى تشويه السحب إلى أشكال حلزونية نادرة الظهور وتكونت هذه الأشكال بحدة غير معتادة سمحت برؤيتها بشكل واضح من الفضاء، إن تفاعل الجغرافيا مع الظروف المناخية أدى إلى هذا التجلي الفريد من نوعه مما جعله موضوعاً شيقاً للتأمل والملاحظات العلمية

وفقاً لمرصد الأرض التابع لناسا تُعرف هذه البُنى السحابية علمياً بدوامات فون كارمان وهي سحب حلزونية تتشكل نتيجة تدفق الهواء حول عائق مما يؤدي إلى انقسام التيار الهوائي، في هذه الحالة ساعدت الرياح الغربية القوية والمعروفة باسم الخمسينيات الصاخبة التي تصل سرعتها إلى أكثر من 80 كيلومتراً في الساعة في انحراف التيار الهوائي بزاوية حادة تقارب 90 درجة مما أضفى طابعاً فريداً على هذا المشهد الجوي

عادةً ما تُرصد هذه الدوامات كخيوط رفيعة فوق مناطق مختلفة مثل جزيرة بير في بحر النرويج أو جزيرة جوادالوبي في المحيط الهادئ إلا أن ما جعل هذه الظاهرة فوق جزيرة هيرد مميزة هو الغطاء السحابي الكثيف الذي سمح للدوامات باختراق قمم السحب العليا تاركةً ثقوباً متعرجة بدلاً من الدوائر الناعمة المعتادة، هذا الأمر يعكس الطبيعة الفريدة والمعقدة للظواهر الجوية

على الرغم من أن جبل ماوسون بيك أصغر بكثير من جبال أخرى التي غالباً ما تتسبب في ظهور مثل هذه الدوامات إلا أن حدوث هذه الظاهرة هنا يعتبر شيئاً نادراً، لقد ظهرت أنماط جوية مشابهة فوق الجزيرة ولكن المشهد الحالي يعد من أكثرها دراماتيكية حيث تقدم هذه الظاهرة انطباعاً قوياً عن التفاعل الفريد بين الجغرافيا الجوية وظروف الطقس

الصورة الجديدة التي نشرتها ناسا تؤكد بشكل قاطع مدى تعقيد العلاقة بين الجغرافيا والطقس وكيف يمكن لجبل بركاني منعزل وسط المحيط أن يترك أثراً مرئياً يؤثر على الغلاف الجوي للأرض وهذا يفتح آفاقاً جديدة لفهم الديناميكيات المناخية المختلفة وتأثيرها على البيئة، إن دراسة هذه الظواهر تعزز من إدراكنا لكيفية تداخل العناصر الطبيعية في تشكيل مشاهد فريدة في الفضاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا شوت برو