أطلقت شركة OpenAI طرازها المتقدم GPT-5 قبل عدة أسابيع بينما كان الجميع يتوقع أن يحمل هذا الطراز الجديد تحسينات ملحوظة مقارنة بسابقه، لكن سرعان ما أبدى المستخدمون انتقاداتهم تجاهه، فقد شعر العديد بأن أداء GPT-5 أقل من GPT-4o خصوصاً في المحادثات الإنسانية، هذا ما أثار جدلاً واسعًا بين المستخدمين حول قيمة التطويرات التي اُدخلت على النموذج الجديد، بل اعتبره البعض خطوة إلى الوراء بدلاً من كونه إضافة مميزة.
وجدت OpenAI نفسها في موقف صعب حيث قرر العديد من المستخدمين إيقاف استخدام GPT-4o الذي كان يُستخدم بشكل واسع كوسيلة للدعم العاطفي، ولعل قرار الإيقاف هذا قد ألحق الضرر بشريحة كبيرة منهم، تسعى الشركة إلى توفير القيم التي يحتاجها مستخدموها، لذا فقد عادت لإصدار التحديثات الجديدة على GPT-5 متبنيةً ردود الفعل التي تلقتها من المستخدمين، وهي تأمل أن يصبح هذا الطراز الجديد أكثر ودية وملاءمة للاحتياجات البشرية.
عبر منصة X، المعروفة سابقًا بتويتر، أكدت OpenAI أنها تشتغل على تحسين أداء طرازها الجديد بناءً على ملاحظات المستخدمين، قالت الشركة إن التحسينات سوف تجعل من تجربة تفاعل المستخدمين علاقة أكثر سلاسة وتفاعلاً، ومن المتوقع أن تجعل التحسينات الجديدة ChatGPT أكثر مرونة، مما سينعكس إيجابياً على صورة الشركة في ذهن الجمهور.
يترتب على المستخدمين ملاحظة التغييرات الطفيفة ولكن المهمة، فالتحديثات تشمل عبارة مثل “سؤال جيد” أو “بداية عظيمة” كجزء من جهود OpenAI لجعل التواصل أكثر إنسانية، ومع أن هذه لمسات بسيطة، إلا أن النتائج قد تكون كبيرة، تُجري اختبارات داخلية لفهم هذه الديناميكيات الجديدة والتي قد تستغرق عملية ضبطها بعض الوقت قبل الإطلاق الكامل.
تسارعت الأحداث بعد إزاحة GPT-5 للنماذج السابقة، وانتقد المستخدمون هذا الطراز الجديد على اعتبار أنه يفتقر للجاذبية التي كان يتمتع بها سلفه، ورغم أن GPT-5 يعد أكثر كفاءة من الناحية العلمية والتقنية إلا أنه لم يكن قادراً على ترك انطباع إيجابي مماثل، لديه خصائص مثل البرمجة محكمة الدقة والتفاعل الفوري ولكنه لم يستطع الاستحواذ على قلوب المستخدمين كما فعل GPT-4o.
عبر الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان عن إدراكه لتلك الانتقادات، مشيرًا إلى أن هناك شكاوى حقيقية من عدم تلقي GPT-5 نفس مستوى الود، ولكن تمت مخاطبة هذا القلق بشكل جدي، حيث سيتمكن المستخدمون قريبًا من الاختيار بين عدة أنماط مختلفة تناسب احتياجاتهم، وقد صرح أن هذا التوجه الجديد يتماشى مع توقعاتهم في تحسين الأداء من دون فقدان العناصر التي تجعل GPT-5 نموذجًا ممتعًا.
هناك مزيد من التحديات المرتبطة بجاذبية النموذج الأحدث، حيث اعترفت OpenAI مسبقًا بكون GPT-4o كان أفضل في التفاعل العاطفي، الأمر الذي شكل عنصر جذب للعديد من المستخدمين، فقد تمت الإشارة إلى أن بعضهم قد ضعف ولائهم للنموذج القديم، بينما اعترف ألتمان بأن الإدراك العاطفي تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي تسجل اختلافًا كبيرًا.
في إطار هذه التفاعلات، يناقش ألتمان أهمية التوازن بين حرية المستخدم وواجبات الشركة، ويعتبر أن هذا المبدأ التصوري سيكون جوهريًا خلال عملية تطوير النماذج المستقبلية، كما أن OpenAI مستعدة للاستجابة لتغيرات السلوكيات واحتياجات المستخدمين، مما يشير إلى إمكانية تحسين النماذج بصورة مستمرة.