عاد خالد الغنام إلى الرياض بقميص الفتح في مارس 2023، بعد أقل من شهرين من انتقاله إليه على سبيل الإعارة من النصر.
كانت الرحلة إلى العاصمة مختلفة هذه المرة، فالغنام جاء ليواجه الهلال على ملعبه ضمن الجولة الـ18 من دوري روشن السعودي.
خلال تلك المواجهة، أبدع الغنام بلقطة لا تُنسى حين استلم الكرة على الجهة اليسرى، وراوغ محمد البريك ببراعة، ثم تجاوز جوستافو كويلار وجانغ هيون سو بطريقة مذهلة، قبل أن يسدد كرة لا تُصد ولا تُرد في مرمى عبد الله المعيوف. ذلك الهدف كان بداية لتراجع الهلال مؤقتًا في نتائجه، إذ خسر بعدها ثلاث مباريات متتالية، في واحدة من أصعب فترات الموسم للفريق الأزرق.
بدأت قصة الغنام حين لفت أنظار كشافي النصر أثناء ظهوره مع القادسية في موسم 2018–2019، ليحصل بعدها على فرصة الانتقال إلى العالمي وهو في التاسعة عشرة من عمره. بعد 16 يومًا فقط من التوقيع، شارك الغنام لأول مرة بقميص النصر أمام الشباب، وسجل هدفًا في اللقاء الذي انتهى بفوز النصر 4–2، في واحدة من أبرز لحظات بدايته مع الفريق العاصمي.
خاض الغنام ست مباريات أمام الهلال، خمس منها بقميص النصر، وواحدة مع الفتح. ورغم أنه لم يسهم تهديفيًا في الديربيات الخمسة مع النصر، إلا أنه ترك بصمته الكبرى مع الفتح بهدف خلد اسمه في ذاكرة جماهير الدوري. ومنذ تلك اللحظة، بدأ اسم خالد الغنام يتردد في أروقة الهلال، خصوصًا مع اقتراب انتقاله إلى الاتفاق لاحقًا.
بعد عام ونصف من هدفه المذهل، ارتدى الغنام قميص الهلال بالفعل في فترة سابقة قصيرة، إثر مفاوضات جرت عبر نادي الاتفاق الذي امتلك بطاقته. الطريق المباشر بين الهلال والنصر دائمًا ما يكون مغلقًا، لذا كانت صفقة الغنام استثناء ذكيًا، جاء في إطار تبادل مصلحي شمل أيضًا المهاجم عبد الله رديف. واليوم، يستعد الهلال لمواجهة الاتفاق مجددًا، ليجد نفسه أمام نفس اللاعب الذي هز شباكه سابقًا، لكن هذه المرة كأحد أبرز الهدافين السعوديين في الدوري حتى الآن.
الغنام يعيش أفضل بداية له منذ انطلاق مسيرته، إذ سجل ثلاثة أهداف في أول أربع جولات، ليحتل المركز الرابع في سباق الهدافين خلف جواو فيلكس (5 أهداف) وكريستيانو رونالدو وجوشوا كينغ (4 أهداف لكل منهما). وعند احتساب التمريرات الحاسمة، لا يتفوق عليه سوى ثنائي النصر، فيلكس وكينغسلي كومان، بمساهمة تهديفية واحدة أكثر منه. الأرقام تُظهر أن الغنام ساهم تهديفيًا هذا الموسم بأكثر من 20٪ مما قدمه خلال 114 مباراة سابقة في دوري روشن، ما يعكس التطور الكبير الذي شهده اللاعب تحت قيادة المدرب سعد الشهري.
الإيطالي سيموني إنزاجي، مدرب الهلال، يعرف الغنام جيدًا منذ الزج به في الدقائق الأخيرة أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية الأخيرة. اليوم، سيجد إنزاغي نفسه أمام تحدٍ جديد يتمثل في إيقاف اللاعب نفسه، الذي تحول من جناح واعد إلى أحد أخطر المهاجمين السعوديين في الدوري.