تعمل المملكة العربية السعودية حاليًا على إحداث تحول جذري في بيئتها الطبيعية، حيث تستهدف تأهيل نصف مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، في خطوة تعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئية. هذه المبادرة، التي تأتي في إطار الرئاسة الحالية للمملكة للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، تشكل جزءًا من استراتيجياتها البيئية الرئيسة.
يتم توجيه الجهود الكبيرة نحو إعادة تأهيل هذه الأراضي عبر برنامج وطني شامل للتشجير، يهدف إلى تعزيز التنوع الأحيائي واستعادة الغطاء النباتي. البرنامج ينسق بين مختلف القطاعات ويستخدم تقنيات مبتكرة مثل الطائرات بدون طيار لنثر البذور وكذلك استزراع نباتات محلية تتناسب مع المناخ، مما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.
لقد حققت هذه الجهود نتائج ملموسة، حيث تم استعادة أكثر من 500 ألف هكتار عبر استخدام أساليب متقدمة مثل حصاد مياه الأمطار. يعتمد البرنامج على تحليل علمي دقيق لتحديد المواقع الأنسب للتشجير ويجمع بين زراعة الأشجار والحفاظ على النظم البيئية.
تتواصل المشاريع بمرونة، مسلطة الضوء على تعزيز الحلول المستدامة. الأهداف المستقبلية تشمل زراعة 10 مليارات شجرة وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار بحلول عام 2030، مما يؤكد على رؤية المملكة الطموحة لبيئة أكثر خضرة.