حرص عدد من الشخصيات البارزة في الوسط الفني والإعلامي على تقديم واجب العزاء في المنتج الراحل طارق صيام بمسجد الشرطة في الشيخ زايد، حيث شهدت مراسم العزاء حضور كل من المخرج محمد ياسين والفنان أحمد صيام والفنان منير مكرم والمنتج محمود شيمس والمخرج مجدي أبو عميرة بالإضافة إلى المخرج محمد النقلي، وقد تعكس هذه اللفتة الروح الطيبة بين الزملاء في الوسط الفني وتضيف لمسة إنسانية مؤثرة على آلام الفراق، حيث إن مجال الفن يتطلب من الجميع الدعم المتبادل في أوقات الشدة.
كما شهدت الجنازة حضور شخصيات أخرى رفيعة المستوى مثل عمرو الفقي عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، وقد حرص الإعلامي عمرو الليثي وأحمد صلاح السعدني على المشاركة في تشييع الجنازة، وتعد هذه المساعي دليلاً واضحاً على مكانة طارق صيام في قلوب زملائه الذين يعتبرونه مثالاً يحتذى به في الإخلاص والعمل الدؤوب، حيث أن جدية المهنة تظهر جلياً في هذه اللحظات المؤلمة.
كان طارق صيام من أبرز المنتجين الذين أثروا بشكل ملحوظ في مجال المسلسلات والبرامج الإعلانية، حيث قدم العديد من الأعمال المتميزة التي حققت نسب مشاهدة عالية، ومن بين أعماله يمكن أن نذكر “المصراوية 1 و2″ و”العار” و”الباطنية” و”العطار والسبع بنات” و”آدم” و”خطوط حمرا” و”كيد النسا” و”دلع بنات” و”حالة عشق” و”أزمة نسب”، وهو ما يجعل الفقد أكبر إذ أن رحيله ترك فراغًا كبيرًا في هذا المجال.
أعلن المؤلف محمد صلاح العزب خبر وفاة المنتج عبر حسابه الشخصي على فيس بوك، حيث كتب: “وفاة المنتج طارق صيام، إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يرحمك يا أستاذ طارق، من الكرام والخلوقين المحترمين الأكابر”، وأشاد بفضل صيام وأياديه البيضاء التي سطرها في مسيرته المهنية، مما يعكس الصورة الإيجابية عن شخصيته التي كانت محط احترام الجميع، وهو ما يجعل الكلمات التي أطلقها تعبر عن مشاعر الفقد والحزن العميق.
سوف تتذكره الأجيال القادمة كأحد القدوات والرموز في عالم الإنتاج الفني، كما أن أعماله ستبقى خالدة في ذاكرة الجمهور، حيث استطاع خلال مسيرته أن يلامس القلوب بأسلوبه الفريد وقدرته على تقديم محتوى مميز وهادف، مما يضيف إلى مسيرته قيمته الحقيقية التي تمتد إلى ما بعد الرحيل، وهذا يدل على أن تأثيره يفوق مجرد مهنة الإنتاج بل ينفذ إلى القلوب ويترك بصمة لا تنسى.
لعل وجود أحباء الراحل ومعارفه في عزائه يعكس روح الجماعة والتضامن بين فناني مصر، فهم في النهاية يشكلون عائلة فنية واحدة تحمل معًا آلام الفراق وذكريات الأوقات الجميلة التي قضاها الجميع مع طارق صيام، وهو ما يجعل اعتناقهم لحياتهم الفنية أفضل وسيلة للاحتفاء بذكراه، حيث أنها تعكس صدق الإخلاص والصداقة والمودة الدائمة التي تتجاوز حدود العمل، مما يعكس قيمة الفن في تعزيز العلاقات الإنسانية.