أكد الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، أن المباراة الودية أمام منتخب كوت ديفوار المقررة يوم الجمعة المقبل في مدينة جدة، تأتي ضمن خطة تحضيرية مدروسة استعدادًا لخوض بطولة كأس العرب – قطر 2025.
وقال رينارد في المؤتمر الصحفي قبل المواجهة: «اخترنا خوض مباريات قوية لأن البطولة المنتظرة بعد ثمانية أشهر ستكون واحدة من أقوى المنافسات القارية، ومن المهم أن نواجه منتخبات تملك جودة عالية حتى نكون في كامل الجاهزية الفنية والبدنية».
وعلّق رينارد على الإصابات التي تعرض لها عدد من لاعبي المنتخب خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن شهر نوفمبر دائمًا ما يكون صعبًا على الصعيد البدني.
وأوضح: «نحن في مرحلة حساسة تأتي بعد فترة قصيرة من انطلاق الموسم، لذلك لا أفضل المجازفة بأي لاعب. الأهم هو الحفاظ على سلامتهم لأن لدينا استحقاقات متتالية في كأس العرب ثم في البطولات المحلية».
وأضاف: «يجب أن يكون اللاعبون على وعي بضرورة العناية بأجسامهم وجدولة مجهودهم، فالفترة المقبلة مزدحمة بالمباريات ولا تحتمل أي غياب جديد».
وأبدى المدرب الفرنسي إعجابه بتجربة الثنائي سعود عبدالحميد ومروان الصحفي في الدوريات الأوروبية، واصفًا إياها بأنها نقلة نوعية للكرة السعودية.
وقال: «الاحتراف الخارجي ليس بالأمر السهل، خصوصًا في أوروبا حيث التنافسية العالية والمعايير الصارمة. سعود يلعب مع وصيف الدوري الفرنسي، وهي تجربة قوية جدًا ستعود بالنفع عليه وعلى المنتخب».
وأشار إلى أن مثل هذه التجارب تفتح الباب أمام لاعبين سعوديين آخرين لخوض تحديات مشابهة، شرط الصبر والتأقلم السريع مع بيئة اللعب الجديدة.
وعن أهداف الأخضر في البطولة، أكد رينارد أن كأس العرب ليست مجرد محطة إعداد لكأس العالم، بل تمثل فرصة ذهبية لتقييم العناصر الجديدة واكتساب الخبرة.
وأضاف: «البطولة ستكون مهمة جدًا بالنسبة لنا، وسأعتمد بنسبة 90% على القائمة الحالية. ضغط الجدول المحلي يشكل تحديًا، خصوصًا أن مباريات كأس الملك ستقام قبل البطولة بأيام قليلة، لذلك سنتعامل مع الموقف بمرونة لضمان التحاق جميع اللاعبين في الوقت المناسب».
تحدث رينارد عن انضمام عدد من الوجوه الجديدة للمعسكر، موضحًا أنه يتابعهم منذ فترة طويلة.
وقال: «مراد هوساوي أتابعه منذ الموسم الماضي وقدم أداءً ثابتًا، ووليد الأحمد أظهر نضجه الفني وكان معنا سابقًا، أما سلطان مندش فبدأ الموسم بشكل قوي ويستحق الفرصة».
وفي المقابل، أوضح سبب غياب محمد أبو الشامات قائلًا: «في مركزه هناك أكثر من لاعب، مثل علي مجرشي وسعود عبدالحميد ومهند الشنقيطي، وجميعهم يقدمون مستويات جيدة ويتم متابعتهم بشكل دائم».
وختم رينارد حديثه بالتأكيد على أن تعدد المدارس التدريبية في الدوري السعودي ظاهرة إيجابية تساعد في تطوير عقلية اللاعب المحلي.
وقال: «اللاعب السعودي بات معتادًا على التعامل مع أكثر من أسلوب تدريبي، وهذا يمنحه مرونة تكتيكية وخبرة فنية. لكل مدرب في الأندية رؤيته الخاصة، وهذا التنوع يصب في مصلحة المنتخب على المدى الطويل».
