مع عودة المواطن السعودي حميدان التركي إلى أرض الوطن، انتهت قصة إنسانية وقانونية معقدة شغلت الرأي العام لعقدين من الزمن. وللجيل الجديد الذي يسأل “من هو حميدان التركي؟”، تكمن الإجابة في قصة طالب مبتعث طموح، كان مساره الأكاديمي الواعد على وشك التحول إلى معركة قضائية طويلة وصراع مرير من أجل الحرية. ومن خلال موقع مصدرك للسياحة، نستعرض فصول هذه القصة الكاملة.
بدأت رحلة حميدان التركي في الولايات المتحدة كطالب دكتوراه متفوق في علم الصوتيات بجامعة دنفر. كان مثالاً يحتذى به في النجاح الأكاديمي والاجتماعي، لكن كل شيء تغير بشكل جذري عام 2005، عندما وُجهت له تهم جنائية بناءً على ادعاءات من عاملة منزلية، وهي التهم التي نفى صحتها بشكل قاطع، لتبدأ فصول محاكمة مثيرة للجدل.
واجه حميدان التركي محاكمة شابتها العديد من التساؤلات القانونية والثقافية. حيث أشار فريق دفاعه إلى أن أجواء ما بعد أحداث 11 سبتمبر أثرت بشكل كبير على سير العدالة. انتهت المحاكمة بحكم قاسٍ بسجنه لمدة 28 عاماً، اعتبره الكثيرون غير متناسب مع وقائع القضية، ليبدأ بعدها فصل طويل من الإجراءات القانونية المعقدة خلف القضبان.
على مدى سنوات سجنه، لم تتوقف الحملات الشعبية والإعلامية المطالبة بإطلاق سراحه، والتي قادها في كثير من الأحيان ابنه، تركي حميدان التركي، الذي أصبح صوتًا بارزًا ومؤثرًا لقضية والده في المحافل الإعلامية وعبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد أثمرت هذه الجهود، إلى جانب المعارك القانونية المستمرة، بتخفيف الحكم لاحقًا، لكنها لم تنجح في إنهاء احتجازه لسنوات إضافية.
في تطور مفاجئ عام 2025، وبعد ما يقارب العشرين عامًا من الانتظار، صدر القرار النهائي بالإفراج عن حميدان التركي وترحيله إلى المملكة العربية السعودية، مما أنهى واحدة من أطول وأشهر القضايا التي تابعها الرأي العام السعودي، ليُطوى بذلك فصل مؤلم من حياة رجل تحولت قضيته إلى رمز للصمود والمعاناة.
قضية حميدان التركي تلخص قصة صمود وأمل، وكيف يمكن للإرادة القوية أن تؤدي إلى النور بعد الظلام. لمزيد من الأخبار والتفاصيل تابعوا موقع مصدرك للسياحة.