أعلنت منصة الألعاب الإلكترونية Roblox عن إجراء تغييرات جذرية على سياساتها لتعزيز سلامة مستخدميها القُصَّر، وذلك استجابة لموجة من الدعاوى القضائية التي اتهمت الشركة بعدم توفير بيئة آمنة للأطفال، وأكدت Roblox في بيان رسمي على موقعها أنها ستقيّد الوصول إلى جميع الألعاب غير المصنفة بحيث تكون متاحة فقط للمطور الأصلي أو فريق العمل المرتبط به، وسيتضمن ذلك تطبيقَ هذه السياسات تدريجيًا خلال الأشهر القادمة لتحسين تجربة المستخدمين، وهذا يعتبر تحولاً كبيراً عن سياساتها السابقة.
كما قامت Roblox بتشديد القيود على ما يعرف بـ “تجارب التواصل الاجتماعي”، والتي تشمل مساحات خاصة مثل غرف النوم والحمامات، حيث ستسمح فقط للمستخدمين الذين تجاوزوا سبعة عشر عامًا وأثبتوا هويتهم عبر التحقق، لذلك سيقتصر الوصول إلى الألعاب الاجتماعية التي تحدث في أماكن خاصة، مثل الحانات والنوادي الليلية، على نفس الفئة العمرية مع ضرورة إثبات الهوية، مما يعكس التزام المنصة بحماية الأطفال والمراهقين.
وكجزء من التحديثات، أطلقت Roblox أداة جديدة تعتمد على تقنيات الرصد الآلي للكشف عن المشاهد المخالفة، حيث يُمكن لهذه الأداة اكتشاف الأنشطة التي تنتهك القواعد داخل الألعاب، وأشارت الشركة إلى أن أي خادم يسجل عددًا مرتفعًا من الانتهاكات سيتم إيقافه تلقائيًا، كما سيتم إعادة تشغيله فقط بعد مراجعة التعديلات بالتعاون مع فريق Roblox لضمان بيئة آمنة.
وظهرت هذه القرارات بعد رفع عدة دعاوى قضائية ضد الشركة، ومن أبرزها دعوى المدعي العام لولاية لويزيانا، التي اتهمت Roblox بعدم حمايتها للمستخدمين الأصغر سنًا، ووردت الشركة مؤكدة أن أي ادعاء بأن Roblox تتعمد تعريض مستخدميها لخطر الاستغلال غير صحيح، إذ تعمل بشكل مستمر على تحسين آليات المراقبة لمنع أي سلوك ضار من قبل المستخدمين الذين يحاولون التحايل.
يتوقع أن تثير هذه الإجراءات نقاشًا واسعًا في أوساط مطوري المحتوى على منصة Roblox، خصوصًا أن المنصة تعتبر واحدة من أكثر البيئات التفاعلية شهرة بين الأطفال والمراهقين حول العالم، حيث تضم ملايين الألعاب التي ينشؤها المستخدمون بأنفسهم، وقد تتطلب هذه التغييرات تكيّف المطورين مع السياسات الجديدة لتعزيز تجربة المستخدم الآمنة.