دوماً ما يتصدر اسم داليدا قوائم التريندات رغم غيابها عن الساحة منذ سنوات طويلة، يعود ذلك إلى مكانتها الفنية الرفيعة وجماهيرتها الواسعة التي لم تتلاشى مع مرور الزمن، لقد ساهم مسلسل “حكاية بتوقيت 2028” بشكل ملحوظ في إعادة إحياء اسمها من جديد بعد أن قامت الفنانة هنادي مهنا بتجسيد دور يجسد شخصية داليدا، وتحمل هذه اللحظة دلالات ثقافية واسعة وتسلط الضوء على إرثها الفني الذي لا يزال يؤثر في محبي الموسيقى اليوم،
في السطور القادمة نسعى لتقديم معلومات عن هذه الفنانة اللامعة وأبرز محطات حياتها، ولدت داليدا في 17 يناير عام 1933 في القاهرة وكان اسمها الحقيقي لولاندا كريستينا جيجليوتى، بدأت مسيرتها في عالم الفن عندما حصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 1954، بعد هذا الحدث الانتقالي انتقلت إلى باريس لتسير نحو حلمها في عالم التمثيل، إلا أن الحياة أخذتها نحو مجال الغناء بشكل غير متوقع، حيث بدأت تعاونها مع محطة الإذاعة الفرنسية “أوروبا 1” لتصل بأغانيها إلى أعداد هائلة من الجمهور،
أصدرت داليدا أغاني متعددة بلغات مختلفة تصل إلى سبع لغات من أبرزها الفرنسية العربية والإيطالية، وهذا ما جعلها فنانة عالمية يستمع إلى أغانيها في مختلف الدول مما يدل على تنوع جمهورها، بالإضافة إلى ذلك كانت داليدا واحدة من الفنانات اللواتي حققن نجاحات كبيرة على المستوى العالمي، حيث تميزت بأغانيها التي تجسد مشاعر الحب والفراق والحنين مما ساهم في تحقيق استمرارية إرثها الفني،
من بين أغانيها الشهيرة تبرز أغنية “Il venait d’avoir dix-huit ans”، التي أصدرتها في عام 1973، حيث تستوحي الأغنية من تجربة شخصية مؤلمة تتعلق بعلاقتها مع شاب، كان لهذه التجربة تأثيرات عميقة أدت إلى تعقيدات في حياتها الشخصية، فالحدث الذي مرّت به أسهم في تأثر مسيرتها الفنية، مما يجعل من تجربتها الفنية إنجازًا فريدًا ومؤثرًا في سياق تاريخ الموسيقى،
توفيت داليدا في 3 مايو 1987 بشكل مأساوي، وكان هذا الحدث بمثابة خسارة كبيرة لعالم الفن، دفنت في حي مونمارتر الشهير بباريس حيث استقرت منذ عام 1962، ولتخليد ذكراها أنتجت النحاتة الفرنسية أصلان تمثالًا بالحجم الطبيعي لداليدا ليُوضع على شاهد قبرها ليصبح معلمًا يجذب الزوار والمحبين، فإرثها الفني لا يزال حيًا في القلوب والعقول، مما يجعل حضورها في المشهد الفني دائمًا حيًا.