على مدار ستة أشهر سعت المملكة المتحدة لإجبار شركة آبل على فتح “باب خلفي” للوصول إلى البيانات المشفرة على أجهزة آيفون ولكن تم سحب هذه الطلبات وفقًا لتصريحات أدلت بها مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد على منصة X هذه الخطوة جاءت نتيجة التعاون الوثيق بين شركة آبل وشركائها في المملكة المتحدة إلى جانب الرئيس الأمريكي ونائبه لضمان الحفاظ على خصوصية بيانات الأمريكيين وحماية حقوقهم الدستورية ونتيجة لهذا التعاون وافقت المملكة المتحدة على إسقاط تفويضها وتراجعت عن رغبتها في الوصول إلى البيانات المشفرة المحمية للمستخدمين
لاقى طلب المملكة المتحدة انتقادات حادة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة حيث أشار أعضاء من كلا الحزبين إلى أن هذا الطلب قد يعرض الأمن الشخصي للأمريكيين للخطر كانت مخاوفهم مزدوجة شملت إمكانية استغلال الثغرة الأمنية من قبل جهات خبيثة بالإضافة إلى أن الطلب يمكّن السلطات البريطانية من الوصول إلى بيانات مشفرة تخص المستخدمين الأمريكيين هذه الانتقادات ساهمت في الضغط على الحكومة البريطانية لإعادة النظر في موقفها
حذّر المشرعون من أن إضعاف برمجيات آبل يمكن أن يقوض خصوصية الوكالات الفيدرالية والمحلية التي تعتمد على أجهزة آبل لمعالجة معلومات حساسة أو سرية اعتبروا نهج المملكة المتحدة هجومًا إلكترونيًا أجنبيًا يُنفذ بوسائل سياسية وقبل شهر سرت شائعات بأن بريطانيا قد تُسقط طلباتها المتعلقة بأجهزة آيفون لكن لم يُؤكد ذلك رسميًا إلا في الوقت الحالي
على صعيد مستخدمي آبل في المملكة المتحدة يمثل الوضع مصدر قلق للبعض ففي فبراير الماضي اضطرت آبل لتعطيل ميزة “حماية البيانات المتقدمة” في البلاد وهي ميزة كانت توفر تشفيرًا شاملًا لنسخ iCloud الاحتياطية والصور والملاحظات وغيرها ومع ذلك بقيت بعض البيانات مثل كلمات المرور والرسائل وFaceTime والبيانات الصحية ومعلومات الدفع عبر Apple Card وتصفح Safari مشفرة بالكامل
إلا أن فقدان الحماية لأنواع أخرى من البيانات جعل المستخدمين أكثر عرضة للوصول الحكومي والهجمات الإلكترونية مما أثر سلبًا على موقف آبل الذي يضع الخصوصية في المقام الأول هذا الوضع يستدعي vigilance إضافية من المستخدمين بينما تستمر النقاشات حول حقوق الخصوصية وأمن البيانات في الأفق
