خلال دورته الثالثة والثلاثين قدم الموسيقار المبدع عمرو سليم مقطوعة موسيقية رائعة لأغنية “حبيبي وعينيا” للراحل محمد فوزي وذلك في حفله ضمن فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، وقد لاقت المقطوعة استحسان الحضور الذي تفاعل بشغف مع ألحانها الجميلة، إذ تُعتبر هذه الأغنية واحدة من علامات الموسيقى العربية الأصيلة، وقد أضاف عمرو سليم لمسة عصرية عليها تعكس قدراته الفائقة في إعادة إحياء التراث الموسيقي، كما أن هذا المهرجان يسلط الضوء على أهمية الموسيقى في مجتمعنا.
ومنذ طفولته كان عمرو سليم محاطًا بالموسيقى حيث كان يستمع دومًا لعزف جدته على آلة العود مما أثار لديه الشغف بالآلة الموسيقية، وقد أثبت موهبته في وقت مبكر، إذ التحق بمعهد رعاية المكفوفين لأجل تطوير مهاراته الموسيقية، وقد بدأ يعبّر عن موهبته من خلال عزف الأكورديون، وبعد سنوات من التدريب اختار آلة البيانو كرفيق دائم له، مما ساهم في توسيع آفاقه الموسيقية، وانطلق بعدها نحو معهد ناصر للموسيقى العربية محققًا إنجازات متنوعة.
مع استمرار تفوقه في المجال الموسيقي، شارك عمرو في العديد من المسابقات واستطاع أن يحصد جوائز عديدة، مثل حصوله على المركز الأول كأفضل عازف بحصوله على هذا اللقب وهو طالب في مرحلة الإعدادية، وواصل نجاحاته حتى التحق بجامعة القاهرة حيث شارك في العديد من المسابقات الموسيقية، وتعرف على مجموعة من أساتذته الذين ساهموا في تشكيل شخصيته الفنية، وهذا ساعده في بناء قاعدة جماهيرية واسعة بفضل موهبته الفذة.
بعد تخرجه، أسس عمرو سليم أول فرقة موسيقية خاصة به تضم مجموعة من العازفين المتميزين، وقد عملت تلك الفرقة على إعادة توزيع الأغاني التي بالكاد تُذكر، مما أدى إلى تحقيق شهرة كبيرة واستقطاب جمهور واسع، وقد حصل على تكريمات متعددة خلال مسيرته الفنية، منها تكريمه في مهرجان الموسيقى العربية عام 2019، وتكريمه في مهرجان القلعة عام 2021؛ تكريم يعكس الجهود التي بذلها في عالم الموسيقى.
المهرجان نفسه يُعتبر منصة تجمع أبرز النجوم في عالم الموسيقى العربية، حيث يشارك فيه هذا العام عدد من الفنانين المعروفين مثل على الحجار وخالد سليم، ومنصة هذا الحدث تجمع بين فنون الغناء والموسيقى، ويشهد مشاركة نخبة من النجوم الذين يعكسون تنوع الموسيقى ويُثري هذا الحدث بإبداعاتهم؛ مما يجعله من الفعاليات الفنية البارزة في المنطقة.
تُقام فعاليات مهرجان القلعة في مكان ساحر يجمع بين التاريخ والفن، حيث تُعَد قلعة صلاح الدين الأيوبي رمزًا ثقافيًا هامًا، وتمنح الحفلات أجواء فريدة من نوعها ترضي جميع الأذواق، يتم من خلالها تقديم فقرات موسيقية متنوعة تتراوح بين الكلاسيكية العربية والغناء الشرقي، مما يتيح لجمهور المهرجان الاستمتاع بمزيج من الأصالة والحداثة، وفرصة للقاء مع روائع الموسيقى المعاصرة بشكل جديد.