أعلنت وكالة ناسا عن نجاح مهمة PUNCH والتي تعني مستقطب لتوحيد الهالة الشمسية والغلاف الشمسي في إكمال مناوراتها العلمية الأخيرة حول الأرض في السابع من أغسطس لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من الرصد المتواصل للشمس منذ انطلاقها في الحادي عشر من مارس حيث تم نشر أربعة أقمار صغيرة بحجم حقيبة السفر على خط الفاصل بين النهار والليل للأرض مما يسمح بمراقبة مستمرة للشمس وبيئتها الفضائية بشكل دائم.
تهدف هذه المهمة إلى دراسة النقطة التي تتحول عندها الهالة الشمسية والتي تعتبر الغلاف الجوي الخارجي للشمس إلى تدفق ثابت من البلازما والشهير باسم الرياح الشمسية التي تنتشر عبر النظام الشمسي وتؤثر بشكل ملحوظ على الطقس الفضائي للأرض حيث يتوقع أن يوفر هذا البحث رؤىً جديدة حول ديناميكيات الشمس وأثرها على كوكبنا.
تم تجهيز أحد الأقمار بجهاز تصوير ضيق المجال والذي يعمل ككورونوجراف من أجل حجب قرص الشمس وإظهار تفاصيل هالتها بينما زُودت الأقمار الثلاثة الأخرى بكاميرات واسعة المجال لالتقاط صور شاملة للرياح الشمسية والهالة في الفضاء القريب حيث يتم دمج هذه الصور لتكوين فسيفساء بصرية تتيح للعلماء رؤية واسعة تساعد في تتبع الظواهر الشمسية حتى وصولها إلى الأرض مما يسهم في تعزيز فهمنا للظواهر الشمسية.
تتكامل مهمة PUNCH مع جهود بعثات أخرى مثل مسبار باركر الشمسي وستريو وسوهو وSolar Orbiter التابعة لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية حيث تعمل هذه المهمة على توفير رؤية شاملة تتكامل مع مشاهدات المهام الأخرى التي تركز على تفاصيل أصغر أو زوايا مختلفة مما يساعد على بناء صورة متكاملة حول آلية ارتباط الشمس بالأرض من خلال تدفق الرياح الشمسية وتأثيراتها.
قالت عالمة المهمة نيكولين فيال من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا إن مهمة PUNCH تقدم لنا صورة كاملة على نطاق عالمي يمكننا دمجها مع نتائج المهام الأخرى للحصول على فهم أكثر وضوحاً للنظام المترابط بين الشمس والأرض وأضافت أن المشاهدات المجمعة الأولى أصبحت متاحة للجمهور كبيانات علمية مبكرة من المستوى الثاني مما يعزز من فرص الاستفادة من هذه المعلومات القيمة في الأبحاث المستقبلية.