اخبار الفن

أنغام: صوت مصر الذي يعكس هويتنا الثقافية

تركز الشعر الجاهلي على وصف حماسة الأحصنة وصراعات المعارك وأسلحتها اللامعة التي كانت تعكس أشعة الشمس وكانت تتلطخ بدماء الأعداء علاوة على تصوير أصوات الطبيعة القاسية إلا أنه كان بعيداً عن وصف الأصوات العذبة التي كانت تعبر عن مشاعر أرق وأعمق وتخيلت لو كان هناك صوت نقي وعذب في تلك الحقبة الزمنية المليئة بالكلمات والأبيات القوية التي وصفها الشعراء والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم بفضل قوتها ومرونتها وقدرتها على التكيف مع كل العصور مما جعلني أستحضر انغام، فهي من استطاعت أن تلين الكلمات الحادة في أدائها الذي يجرح القلب ويشعل المشاعر.

وفي واقع الأمر بدأ الشعر الجاهلي كأول تعبير فني منظم الكلمات في الرثاء والهجاء والمدح وقد تميز بقدرته الفائقة على التعبير عن المشاعر الإنسانية المختلفة فعندما أستحضر صوت أنغام في ذهني أشعر بأنها تمتلك القدرة الفائقة على غناء نفس الكلمات لكن بمشاعر متنوعة إذ يمكنها أن تحرك غضبك أو حتى تثير سعادتك باستخدام نفس الكلمات وهو أمر نادر بين الفنانين الذين يملكون موهبة التأثير في مشاعر الجمهور على المسرح بفضل أدائهم العاطفي الفذ.

أنغام التي تتلقى حالياً العلاج في مستشفى بألمانيا لإجراء عمليتين جراحيتين تمتلك في جعبتها رصيد حب يجسد اهتزاز القلوب عند جمهورها وهي وديعة قلوب عشاقها فهي الصوت الذي لا يمكن لأحد أن يختلف عليه في مشاعره وأنماطه فهي بصوتها العذب قد تمنح شعوراً متناقضاً لمن يرغب في الهروب من مشاعره الحالية ما يجعلها فريدة في نوعها ومكانتها أكثر من أي فنان آخر قد جاء في أوقات سابقة أو لاحقة.

يشهد عصرنا الحالي ظهور أصوات قوية تتنافس على الساحة كما في زمن الشعر الجاهلي حيث تولد أرقى الأعمال الفنية إذ تعتبر أنغام اليوم واحدة من أبرز تلك الأصوات التي أطلق عليها جمهورها لقب “صوت مصر” وتأتي التهاني والدعوات من جميع الأرجاء لجمهور محبيها الذين يتوقفون على أمل عودتها إلى المسرح حتى تبث الحياة في قلوبهم من خلال أدائها المعهود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا شوت برو