رغم تقدم الهواتف الذكية من حيث الأداء والميزات تتجلى مشكلة استنزاف البطارية السريع كأحد أكبر التحديات التي تواجه المستخدمين ولا تقتصر المشكلة فقط على سعة البطارية أو عمر الجهاز بل تعود لعدة عوامل خفية تؤثر في استهلاك الطاقة على مدار اليوم حتى دون استخدام الهاتف بشكل فعلي، وهو ما يستدعي الانتباه لفهم أسباب ذلك وكيفية التخفيف من الاستنزاف غير الضروري.
تُعتبر الشاشات الحديثة ذات دقة العرض العالية مثل Full HD و4K من أكبر مصادر استهلاك الطاقة حيث يعتمد المستخدمون بشكل متزايد على الشاشات ذات معدل التحديث المرتفع مثل 90Hz و120Hz، ورغم الفوائد التي تُقدمها هذه التقنيات من حيث سلاسة الاستخدام إلا أنها تستهلك طاقة أكبر بكثير مقارنة بالشاشات التقليدية، وبهذا يمكن أن تتسبب في نفاذ الشحن بشكل أسرع مما يتوقعه المستخدمون.
تعمل العديد من التطبيقات في الخلفية مثل تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي مما يساهم في استهلاك الطاقة بشكل مستمر، حتى عند قفل الشاشة تظل هذه التطبيقات تعمل وتقوم بتحديث البيانات بشكل دوري، وهذا يؤدي إلى استنزاف البطارية بشكل كبير دون أن يلاحظ المستخدم ذلك، وهو ما يُعد مصدر قلق بالنسبة للكثيرين.
تعد خدمات الموقع والبلوتوث من العوامل الرئيسية التي تساهم في تقليل عمر البطارية إذ تتطلب هذه الخدمات استهلاك طاقة إضافية خاصةً في المناطق التي تعاني من ضعف الإشارة، وبالتالي يبذل الهاتف جهودًا مضاعفة للحصول على إشارة قوية، لذا يجب النظر في استخدام هذه الخدمات بحذر.
تؤثر درجات الحرارة المرتفعة بشكل واضح على أداء البطارية وفي فصل الصيف يعاني الهاتف عند تعرضه لأشعة الشمس أو في بيئات مغلقة من فقدان القدرة على الاحتفاظ بالشحن بشكل كاف، حيث تُعتبر كفاءة البطاريات الكيميائية حساسة جداً لدرجات الحرارة المرتفعة مما يسرع من استنزاف البطارية.
أدى دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية إلى تحسين أداء العديد من التطبيقات ولكن ذلك يأتي على حساب استهلاك المزيد من الطاقة، إذ يسعى الهاتف باستمرار لتحليل البيانات مما يؤدي إلى استهلاك المعالج والبطارية في الخلفية، وعليه فمن المهم إدارة التطبيقات التي تستخدم هذه الأنظمة بشكل جيد.
لتفادي نفاذ البطارية السريع هناك بعض النصائح البسيطة التي يمكن اتباعها مثل غلق التطبيقات التي تعمل في الخلفية من الإعدادات، كما يُفضل تقليل معدل تحديث الشاشة إلى 60Hz عند عدم الحاجة ووقف تشغيل خدمات الموقع والبلوتوث عندما لا تكون ضرورية، بالإضافة إلى استخدام وضع الليل الذي يساعد في تقليل سحب الطاقة أثناء الاستخدام.
أيضًا يُنصح بتجنب استخدام الهاتف أثناء الشحن أو تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة، فكلما تم اتخاذ هذه الاحتياطات كلما استطاع المستخدمون الحفاظ على بطارية طويلة الأمد تلبي احتياجاتهم اليومية بشكل أفضل.
